الإثنين 30 سبتمبر 2024 الموافق 27 ربيع الأول 1446
تحيا مصر تحيا مصر
رئيس مجلس الإدارة
سامح جابر
ads

خدعوك فقالوا العالم قرية صغيرة

تحيا مصر

هل تصدق حقا بأن العالم قرية صغيرة؟ من يدعي ذلك يعتمد على أن تكنولوجيا الأتصالات جعلت ساكني مدن العالم أكثر قربا.
ولكن إستعد للمفاجأة.....
العالم ليس قرية صغيرة ،ولا حتى البندر.
العالم كبير جدا ،مترامي الأطراف متعدد اللهجات واللغات ومتعدد العادات والتقاليد ،ماقد تعتبره خاطئ في مجتمعك قد يكون صوابا في مجتمع أخر.
من الخاطئ أن نختصر العالم في شاشة كمبيوتر يمكن أن تتحدث خلالها مع من تعتقدها حسناء روسية مع أنه في الحقيقة يمكن أن يكون شاب مفتول العضلات قبضة يده مسجله كسلاح في مطارات العالم أراد أن يلهو ويضحك على فتى ساذج في دولة على الطرف الأخر من الكرة الأرضية.
من الخاطئ أيضا أن تختزل مغامرتك في أن ترى سلفى لشخص أخر على سور الصين العظيم، في أعلى برج خليفة ،من خلفه شلالات نيجرا، أوحتى بين عمدان معبدل أبو سمبل ،الحقيقة إنها مغامرته هو وليس أنت.
ومن الخاطئ أيضا أن تعتقد أن ماتطبخه والدتك إتباعا لوصفات وجدتها على صفحات الأنترنت يحمل نفس مذاق مايتناوله سكان هذه الدولة، حتى لو كانت والدتك تعلم بأن الحبهان هو الهيل وأن البليلة في بعض الدول هي حمص الشام لدينا (الحلبسة).
لا تعتقد بأن الجلوس في المنزل تشاهد حفلة من حفلات الأوبرا تعادل جلوسك على إحدى مقاعد الأوبرا والأوركسترا تصدح بأعذب الألحان من حولك وبأن رؤيتك لصور شارع المعز يعادل وجودك في أجواء الشارع نفسه متمتعا بمناظره الخلابة وأضوائه المتلألأة(حتى تصل لشارع المعز يمكنك المرور أولا بجانب جامع الحسين والتمتع بمشاهدة العمارة الأسلامية في أبهى صورها ثم المرور بين أزقه شارع خان الخليلي مأخوذ الأنفاس بأناقة وجمال النفائس المعروضة في بزارته المختلفة)
لا تتصور بأن حديثك مع أقاربك وأصدقائك من خلال الوسائل التكنولوجية الحديثة يعادل فرحتك وهم من حولك وأنت ترى إنعكاس صورتك في أعينهم.
لذا من الأفضل أن تقوم بمغامرتك الخاصة وأن ترى بعينيك وليس بعيون الأخرين أماكن جديدة ومتنوعة ،تذوق أطعمة جديدة ،إجتمع مع أصدقائك وأقاربك في نزهات جديدة ومرحة ولاتخف من ماهو جديد فليس كل جديد مؤذي عيش حياتك حتى الرمق الأخير ولكن دون أن تؤذي أحد.



تم نسخ الرابط