إن إنشاء جيل حر كريم واثق الخطى وقوي يتطلب وجود أمهات وزوجات غير مُضْطَهَدَات إن المرأة عانت أشكالا شتى من الظلم عبر التاريخ من قِبَل الرجل ومن قِبَل المجتمع ككل.
وكما قال الفيلسوف الفرنسي المسلم روجيه جارودي إن “أول اضطهاد عرفه التاريخ هو اضطهاد النساء.
وبرغم مجيء الإسلام فكرم المرأة بإعطائها جميع حقوقها وحفظ لها كرامتها وإنسانيتها والدليل على ذلك أنه من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم في الخطبة التي ختم بها رسالته العظيمة تأكيده على حُسن معاملة النساء والنهي عن استضعافهن أو إذلالهن.
إن المرأة في الإسلام لا يحكم عليها بالعبودية لغير الله والتأكيد على هويتها ككائن إنساني يعيش ويتعامل مع الآخر وفق مقتضيات الإنسانية التي لا تتجاوز الخصوصية الجنسية فالإسلام يحث المرأة – كما الرجل– على تحطيم أغلال الاستغلال والاضطهاد بكل أشكاله وأغلال التخلف البالية والتبعية والفساد والاستبداد كل هذا تعاني منه المرأة مما يدفعها إلى التصدي لإصلاحه والتسلح بالجرأة والشجاعة في اقتحام ميادين ومؤسسات النهضة الشاملة بدون تردد وأن الحضور القوي المتألق للمرأة بشكل عام والمرأة المتدينة المحجبة بشكل خاص في الثورات القديمة والحديثة إلا مرآة عاكسة لمدى انتشار وشعبية المرأة المعاصر في هذا المجال.
إن خروج كثير من النساء للعمل لم يعد “حقا” يوهب لهن وإنما ضرورة اقتصادية فُرضت على كثير من الأسر. إذا خروج المرأة إلى المجال العام أصبح ضرورة اقتصادية واجتماعية تتطلب التضحية من قبلها والمساندة من قبل الزوج والأسرة. نعم إن خروج المرأة لهو تكليف وعبء أكثر منه تشريف وكسب. من منا لا تحلم بحياة عائلية هادئة ومستقرة تنعم فيها بالعطاء مما حباها الله من حنان وعطف ورعاية وحب وتجد في هذا العطاء ذاتها وسعادتها ؟ ومن منا تريد تكبيل يومها بجدول عمل صارم تبتعد فيه عن مملكتها الصغيرة فترات طويلة حتى إذا عادت...... عادت بجسد منهك وروح عليلة مما واجهته في يومها من صراعات وتطفل وانتهاكات؟ المرأة ليست كائن ضعيف ولن تكون كائن ضعيف فمن تلد الأطفال وتجعلهم رجالًا عظماء هي أقوى من كل شهادات الرجال. المرأة ليست ناقصة ولا حقيرة هي قديرة وشريفة إن الله اختارها لتشارك الرجل في الحياة وهذا أكبر تعظيم وتشريف. وليست نكرة بل هي المحبوبة وربة البيت. النساء شاركن وبشكل كبير في المجتمع.لذلك يجب تغيير فكر المجتمع ونظرته للمرأة علي أنها وعاء للأولاد وأنها المتعة للرجال فقط وتُستغل للسلع التجارية وتنتهك يوميا وتصبح عنوان مانشتات الصحف والبرامج وتُقتل مرارا ومرارا
يجب علي الدولة والقائمين والمهتمين بشئون المرأة تغيير هذا الواقع ورفع المعاناة عن المرأة واحترام أدميتها وأنوثتها المرأة المصرية ضحية رجل متخلف ومجتمع متجمد.
بل النساء في كل الدول العربية اذكروا لي اسم بلد عربي، يكرم المرأة علي العكس تجدها تُحرم من حقوق كثيرة وتتعرض لانتهاكات ممتلئة بمزيج سام من التقاليد والدين، النساء يَعِشْنَ أحوالًا رديئة وأنا كامرأة عربية، لا يمكنني وصفها إلا بأنها أمر يبعث على الإحباط ما نسمعه يوميا من تصريحات بعض عناصر التيار المتشدد عن حقوق المرأة ونظرتهم لها وحتى طريقة تعاملهم معها، أراه أمرا مخيفا.
المرأة المصرية الآن محصورة بين صخرتين كبيرتين والتحدي الكبير أمام المرأة الآن هو كسر الصخرتين والمحاربة من أجل تواجدها كشريك أساسي في كل شيء.