في إطار التزاحم وعدم التراحم،،، والسعي وراء لقمة العيش والجري واللهث اليومي نفقد أشياء جميلة، وترحل طباع جميلة مثلما يرحل العمر. أصبح البعض شارد بعالمه الجديد وتختفي مظاهر كانت جميلة وكانت تضيف رونق علي يومياتنا وتجعل حياتنا بنكهات متعددة... كانت الأحياء في الماضي بسيطة البناء، ضيقة، وقليلة الإنارة، ومع ذلك كانت الصدور أكثر انشراحًا، والقلوب تنيرها الألفة والرحمة والمحبة، كان الجارُ يعرف جارَه ويحبه، ويتحمله ويسترُه، ويستحيي منه، ويحمي عرضَه، ويشاطرُه أفراحَه وأحزانَه. وفي إطار اختفاء كثير من المظاهر...وقفت ووقف كثيرين منا للبحث عن لمتنا المفقودة وبدأنا نتحدث عن الماضي وذكريات لمتنا الحلوة وأشكال اللمة، وكل يوم لمة من الصباح للمساء... فتشت في ذاكرتي عن لمتنا وجدت الماضي زاخر بتفاصيل وأحداث ووجدت زخم وشعرت وأنا أتذكر جدتي برائحة الهواء وكأنها تجلس أمامي في بيت العيلة الكبيــــــــر.. تُعد فنجان القهوة علي السبرتاية ويجلس جدي يتصفح الجريدة ويتسامران ويضحكان وأنا اختلس نظرة،، ويستيقظ البيت كله باكر. ليعدوا الفطور والجميع يجلس علي طاولة واحدة_ ويذهب من يذهب للعمل ويبدأون لإعداد الغذاء. وأول ما تذكرت تلك السنيين الماضية ونحن صغار بالسن عندما كنا نجتمع ونلعب ونمرح ونجلس بجوار جدتنا لتحكي حواديت شيقة. ونجري ونتسابق حتى نفوز ونجلس بجوارها مباشرة،، والسعيد في ذلك اليوم من يجلس بجانب الجدة وتكون له الحضن الدافئ. وكنا نستمع لحديثها وهي تحدثنا عن القصص الجميلة ونحن متشوقين لسماعها وكنا نلاحظ الغيرة في وجوه بعض إخوتي وأنا منهم طبعًا عندما لا تجلسني بجانبها، _غيرة مؤقتة وما نلبث إلا وننساها_. بكيت وحزنت وتساءلت أين لمتنا الحلوة؟؟_هذه لمحة بسيطة من لمة الحضر_. إلي لمة الريف قديما كان يُصلى الفلاح الفجر ويخرج للغيط وتلحق به زوجته بالفطور يجلسون في الأرض الخضراء ويأكلون من خيراتها وضحكاتهم البسيطة تعلو وتعلو ،، وتعود الزوجة لتعد الطعام وتذهب به للغيط أو تنتظر عودة زوجها وتلتف الأسرة على الطبلية وكل يا أبو فلان أنت شقيان طول النهار في الغيط..لاء لاء كلى انت ياست (.....) شقيانة مع العيال ما أجمل العطاء والإيثار. لمحة بسيطة لشكل لمتنا زمان كل يوم... لو تذكرنا لمت المناسبات أروع وأروع.. يوم من أيام رمضان... ننتظره من العام للعام عشان الخُشاف وقمر الدين.. ونبدأ وأهل الشارع والأهل بتزويق وتعليق الزينات والفوانيس وننتظر عمو المسحراتي عشان نديله شلن وينادى على أسامينا،، ونستعد لمشاهدة الفوازير قبل المغرب وبعد المغرب ونشاهد مسلسل ألف ليلة وليلة ومسلسل ديني أو تاريخي. منظم وتنظيم يجعلك تتعبد وتستمتع وتشعر بجمال كل شيء. أين الاجتماع العائلي على الطبلية،،، واللمة علي فوازير رمضان؟؟ جدتي زمان قالت: يا حفيدتي أيامكم أصبحت ماسخة لا طعم ولا لون فيها. لقد تلاشت يا حفيدتي في أيامكم هذه القيم والمعاني وتلاشت معها الصور الجميلة فلم يعد للعيد سعادته وفرحته؛ ولا للعُرس جماله وروعته. ولا للغائب عندما يعود بهجة؛ ولا للضيف احتفاؤه وإكرامه؛ ولا للجديد رونقه. تلاشت كل المعاني الحلوة ولم يبق إلا ماديات بلا روح ولا طعم ولا رائحة. **فهمــــــت اليوم** ما قصدته عبارة جدتي..... ،،، جاري البحث عن لمتنا الحلوة... اشتاق للحواديت ولسماع الحواديت، واشتاق لجلسة أمام جدتنا وكل منا يطيل النظر إليها ونحن نضع أيدينا علي خدودنا. اسمع صوتها في آذني يا أولاد،، ويا بنات تعالوا نسمع حدوتة نجرى جميعًا حيث تجلس جدتي وتصفق هي معلنة بداية الحدوتة فلا تسمع لأحد منا أي صوت وتقول جدتي: صلوا علي النبي فتصرخ حناجرنا اللهم صلي وسلم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم. فتقول كان يا ما كان في سالف العصر والأوان،، وكانت كلها حواديت تُربي وتُصلح وتُقوم سلوك فينا الأحفاد. اشتقت لناس زمان. الناس زمان كانت بيوتهم كبيرة وقلوبهم كمان كبيرة ورحيمة،،تجد البيوت زمان تضم كل أشكال العلاقات الإنسانية قرابة – صداقة. أرحام قريبة وبعيدة، من يخدمون وكأنه من أهل البيت وقت الغداء الكل يجلس القريب والبعيد – أهل البيت وخدمه – لا فرق ولا تفرقة. اشتقت لأيام لمتنا كانت بتجمع أحلى الناس، مش أي لمة وخلاص" لمة لا تُنسى لمة مليئة بمشاعر حب وعطاء. وإحساس. اشتقت لزمن السيدات كانت فيه...راضيات،، وكل سيدة راضية بحالها ووقفة مع زوجها _اللى يا دوب بيقدر يمشى الحال_.. لكنها كانت في كل الأحوال راضية بل في كثير من الأحيان مبسوطة وحامدة، وشاكرة.. القليل في إيدها كثير ويرضيها والبيت الفاضى براح ويكفيها،، ولمة الجيران ونس، وعيون الأولاد دفا،، وطبطبة الراجل أمان الدنيا كله. اشتقت للناس في الشارع علي طول تصبح وتمسي علي بعض ومبتسمة لبعض وهما ميعرفوش بعض. اشتقت لبساطة الحياة الخالية من التطور التكنولوجي الذي جعلنا كسالى ونجتمع علي جروب ونصبح ونمسى ونعرف أخبار البعض من خلال واتس وفيس وجروبات خاصة. أين التزاور والتلاحم؟؟ أين أنت أيُها الزمان الذي كان نقياَ ؟؟ اشتقنا لأيامنا الحلوة. وأين الألوانُ الجميلة الزاهية البراقة التي كانت تكسو شوارعنا وبيوتنا ؟؟ اشتقنا لأيامنا الجميلة. ****أفيقوا يا بشر أفيقوا يا ناس*** يا كل أب عد حنونًا كما كنت، فأولادك في حاجةٍ إلى حنانك، وإلى صدق اهتمامك، وصفاء عطائك، ويا كل أم أين حرصك، وأين ذهب خوفك؟؟، فما أشد حاجة أولادك إلى صدرك، وما أحوجهم إلى حبك، وأنت يا كل أخ لا يطغيك المال، ولا تقتل نفسك المنافع، ولا تغريك المكاسب، وكن الأخ الصغير الذي يتحمل والأخ الكبير الذي يُسامح ويتودد. يا أيها الناس، والأهل، والجيران والأحباب، أين أنتم اليوم من ماضٍ عشناه وأحببناه، عودوا فزينوا دنيانا، وطهروا بالحب عالمنا، وكونوا لبعضكم كما كنتم أهلًا وإخوانًا.
في إطار التزاحم وعدم التراحم،،، والسعي وراء لقمة العيش والجري واللهث اليومي نفقد أشياء جميلة، وترحل طباع جميلة مثلما يرحل العمر. أصبح البعض شارد بعالمه الجديد وتختفي مظاهر كانت جميلة وكانت تضيف رونق علي يومياتنا وتجعل حياتنا بنكهات متعددة... كانت الأحياء في الماضي بسيطة البناء، ضيقة، وقليلة الإنارة، ومع ذلك كانت الصدور أكثر انشراحًا، والقلوب تنيرها الألفة والرحمة والمحبة، كان الجارُ يعرف جارَه ويحبه، ويتحمله ويسترُه، ويستحيي منه، ويحمي عرضَه، ويشاطرُه أفراحَه وأحزانَه. وفي إطار اختفاء كثير من المظاهر...وقفت ووقف كثيرين منا للبحث عن لمتنا المفقودة وبدأنا نتحدث عن الماضي وذكريات لمتنا الحلوة وأشكال اللمة، وكل يوم لمة من الصباح للمساء... فتشت في ذاكرتي عن لمتنا وجدت الماضي زاخر بتفاصيل وأحداث ووجدت زخم وشعرت وأنا أتذكر جدتي برائحة الهواء وكأنها تجلس أمامي في بيت العيلة الكبيــــــــر.. تُعد فنجان القهوة علي السبرتاية ويجلس جدي يتصفح الجريدة ويتسامران ويضحكان وأنا اختلس نظرة،، ويستيقظ البيت كله باكر. ليعدوا الفطور والجميع يجلس علي طاولة واحدة_ ويذهب من يذهب للعمل ويبدأون لإعداد الغذاء. وأول ما تذكرت تلك السنيين الماضية ونحن صغار بالسن عندما كنا نجتمع ونلعب ونمرح ونجلس بجوار جدتنا لتحكي حواديت شيقة. ونجري ونتسابق حتى نفوز ونجلس بجوارها مباشرة،، والسعيد في ذلك اليوم من يجلس بجانب الجدة وتكون له الحضن الدافئ. وكنا نستمع لحديثها وهي تحدثنا عن القصص الجميلة ونحن متشوقين لسماعها وكنا نلاحظ الغيرة في وجوه بعض إخوتي وأنا منهم طبعًا عندما لا تجلسني بجانبها، _غيرة مؤقتة وما نلبث إلا وننساها_. بكيت وحزنت وتساءلت أين لمتنا الحلوة؟؟_هذه لمحة بسيطة من لمة الحضر_. إلي لمة الريف قديما كان يُصلى الفلاح الفجر ويخرج للغيط وتلحق به زوجته بالفطور يجلسون في الأرض الخضراء ويأكلون من خيراتها وضحكاتهم البسيطة تعلو وتعلو ،، وتعود الزوجة لتعد الطعام وتذهب به للغيط أو تنتظر عودة زوجها وتلتف الأسرة على الطبلية وكل يا أبو فلان أنت شقيان طول النهار في الغيط..لاء لاء كلى انت ياست (.....) شقيانة مع العيال ما أجمل العطاء والإيثار. لمحة بسيطة لشكل لمتنا زمان كل يوم... لو تذكرنا لمت المناسبات أروع وأروع.. يوم من أيام رمضان... ننتظره من العام للعام عشان الخُشاف وقمر الدين.. ونبدأ وأهل الشارع والأهل بتزويق وتعليق الزينات والفوانيس وننتظر عمو المسحراتي عشان نديله شلن وينادى على أسامينا،، ونستعد لمشاهدة الفوازير قبل المغرب وبعد المغرب ونشاهد مسلسل ألف ليلة وليلة ومسلسل ديني أو تاريخي. منظم وتنظيم يجعلك تتعبد وتستمتع وتشعر بجمال كل شيء. أين الاجتماع العائلي على الطبلية،،، واللمة علي فوازير رمضان؟؟ جدتي زمان قالت: يا حفيدتي أيامكم أصبحت ماسخة لا طعم ولا لون فيها. لقد تلاشت يا حفيدتي في أيامكم هذه القيم والمعاني وتلاشت معها الصور الجميلة فلم يعد للعيد سعادته وفرحته؛ ولا للعُرس جماله وروعته. ولا للغائب عندما يعود بهجة؛ ولا للضيف احتفاؤه وإكرامه؛ ولا للجديد رونقه. تلاشت كل المعاني الحلوة ولم يبق إلا ماديات بلا روح ولا طعم ولا رائحة. **فهمــــــت اليوم** ما قصدته عبارة جدتي..... ،،، جاري البحث عن لمتنا الحلوة... اشتاق للحواديت ولسماع الحواديت، واشتاق لجلسة أمام جدتنا وكل منا يطيل النظر إليها ونحن نضع أيدينا علي خدودنا. اسمع صوتها في آذني يا أولاد،، ويا بنات تعالوا نسمع حدوتة نجرى جميعًا حيث تجلس جدتي وتصفق هي معلنة بداية الحدوتة فلا تسمع لأحد منا أي صوت وتقول جدتي: صلوا علي النبي فتصرخ حناجرنا اللهم صلي وسلم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم. فتقول كان يا ما كان في سالف العصر والأوان،، وكانت كلها حواديت تُربي وتُصلح وتُقوم سلوك فينا الأحفاد. اشتقت لناس زمان. الناس زمان كانت بيوتهم كبيرة وقلوبهم كمان كبيرة ورحيمة،،تجد البيوت زمان تضم كل أشكال العلاقات الإنسانية قرابة – صداقة. أرحام قريبة وبعيدة، من يخدمون وكأنه من أهل البيت وقت الغداء الكل يجلس القريب والبعيد – أهل البيت وخدمه – لا فرق ولا تفرقة. اشتقت لأيام لمتنا كانت بتجمع أحلى الناس، مش أي لمة وخلاص" لمة لا تُنسى لمة مليئة بمشاعر حب وعطاء. وإحساس. اشتقت لزمن السيدات كانت فيه...راضيات،، وكل سيدة راضية بحالها ووقفة مع زوجها _اللى يا دوب بيقدر يمشى الحال_.. لكنها كانت في كل الأحوال راضية بل في كثير من الأحيان مبسوطة وحامدة، وشاكرة.. القليل في إيدها كثير ويرضيها والبيت الفاضى براح ويكفيها،، ولمة الجيران ونس، وعيون الأولاد دفا،، وطبطبة الراجل أمان الدنيا كله. اشتقت للناس في الشارع علي طول تصبح وتمسي علي بعض ومبتسمة لبعض وهما ميعرفوش بعض. اشتقت لبساطة الحياة الخالية من التطور التكنولوجي الذي جعلنا كسالى ونجتمع علي جروب ونصبح ونمسى ونعرف أخبار البعض من خلال واتس وفيس وجروبات خاصة. أين التزاور والتلاحم؟؟ أين أنت أيُها الزمان الذي كان نقياَ ؟؟ اشتقنا لأيامنا الحلوة. وأين الألوانُ الجميلة الزاهية البراقة التي كانت تكسو شوارعنا وبيوتنا ؟؟ اشتقنا لأيامنا الجميلة. ****أفيقوا يا بشر أفيقوا يا ناس*** يا كل أب عد حنونًا كما كنت، فأولادك في حاجةٍ إلى حنانك، وإلى صدق اهتمامك، وصفاء عطائك، ويا كل أم أين حرصك، وأين ذهب خوفك؟؟، فما أشد حاجة أولادك إلى صدرك، وما أحوجهم إلى حبك، وأنت يا كل أخ لا يطغيك المال، ولا تقتل نفسك المنافع، ولا تغريك المكاسب، وكن الأخ الصغير الذي يتحمل والأخ الكبير الذي يُسامح ويتودد. يا أيها الناس، والأهل، والجيران والأحباب، أين أنتم اليوم من ماضٍ عشناه وأحببناه، عودوا فزينوا دنيانا، وطهروا بالحب عالمنا، وكونوا لبعضكم كما كنتم أهلًا وإخوانًا.