دعونا نتفق أولا التعميم أمر غير منطقي وإن كانت نسبة كلام المقال تنطبق علي الغالبية العظمي من الرجال.
وسطور المقال ليست بتهمة للرجال وليست تنصيب منصة للمحاكمة ولكنها تسليط ضوء علي أوضاع تعاني منها الشريك بالنصف في الحياة.
**سطوري نداء وعاجل للرجل أبًا كان أو أخًا أو زوجًا أو ابنًا أو أي رجل في حياة حواء**
أنت يا أبًا خُلقت منك ولكنك تتعامل وكأنها شيئًا جاء ليُحملك الهم والغم ويلبسك ثوب العار والذُل حتى الممات. ونسيت أنها مصابيح البيوت؛ تفضل الأخ الذكر عنها نعم والدليل ينادونك أبو فلان وليس أبو فلانة؛ وتجعل من الأخ الآمر الناهي وكأنه مخلوق غير ويزيد عنها في شيء.ودائم الصراخ والعنف وتلهث وراء الخلاص منها مع أول طرق علي الباب.
وأنت يا أخًا ترفع شعار الأب وتمارس أخوتك بطريقة خاطئة أين الحنان؟وأين السند والحائط الصد لغدر أيام ويد شر وصفعة حزن؟ أين أنت لا سؤال ولا.... ولا.... نداءك طلب؛ ورغبتك أوامـــر تنفذ في الحال... أختك بالنسبة لك مشروع خادمة لراحتك... تتسلط وتتدخل في أدق تفاصيل حياتها وأحيانًا تقف أمام تكملة دراستها خشية منها وليس عليها؛ تتدرب علي الرجولة معها وتمارس رغبتك في إثبات ذاتك، وتتمادى وتعيش الدور عند الوقوف أمام زواجها وتعتبر هذا حـــــق مشروع يا أخ أين البسمة التي ترسمها يدك علي محبوبتك؟ ولماذا تختفي طيبتك وتظهر مــــع شريكتك؛ وأنت دمُك نفس دمُها؛؛؛وإن خيروها بين (الزوج والابن والأخ) قالت: الزوج موجود والابن مولود ولكن الأخ مفقود فاختـــــرتك يا أخًا.
وأنت يا زوجًا... من أين لك كل هذا الجفاء والبخل، والقسوة ترمي زوجتك بالنقص وكأنك كاملًا؛ وتتهمها بالإهمال وأنت أيضا تنسى الاهتمام ؛ عيونك تري الجمال في كل النساء إلا هي؛ وترى القوة وتعجبك المرأة القوية، والذكية... وتقلل من ذكائها وتتهكم علي قوتها وتوبخها وتذكرها أنها أنثى وواجب عليها التخلي عن القوة للرجال..أنت كيف تمتلك شخصيتين متناقضتين؟ ولك آلاف الوجوه....كن رجلا بالحــــــب يُخرج حـــــواء الطفلة ولا تكن مــن يلبسها ثوب الشيخوخة ويضـــــع فوق عمرها أعمار.
وأنت يا أخر محطة في حياة حواء؛ أنت يا من تكونت من دمها وأعصابها؛ أليست هي من تنازلت بكامل إرادتها عن جزء كبير من هناءها وراحتها وطعامها وأهديتك كل هذا وفوقهم حنان ودفء ودعاء مستمر لا ينضب ومتجدد في كل لحظة.
أراك دائمًا ترفع لوحة مدون عليها أنا معترض وثائر علي كلامك وخوفك،وقلقك؛ سئمت من تعليماتك وكاره لنصائحك؛ لا تحفظ من الكلمات سوى(لالالالالالالالالالا). لا تذكر يوما تألمت وهي شعرت قبل أن تبوح؛ وأياما وأعيادًا قصرت ولم تسمع توبيخًا قط.. القليل منك كثير، والنظرة من عيونك تكفيها ولمست يدك تغنيها. أنت الوحيد غير مقبول منك الصياح والإهمال، والجفاء. تَعلم أن تعيش لأمك ومـــــــــع أمك، تعلم أن الرجولة ليست أخذ بلا عطاء ولا اعتراض وصوت عالي وعقاب، وتهديد، وتذكر قلبك الذي يدق كان ينبض يوما بأحشائها ويقلق منامها، يا وليد الأمس وأمل الغد رفقًا بمن بذلت نفسها سبيلا من أجلك ولم تدخر شيئًا للغد، بمن صلت من أجلك. كن مُعطيًا لا مستحوذًا _ العطاء ليس مال _. كن قلبًا لين مــــــع من ترسم أبهى صورة لقلب ما عرف قسوة ولا شدة.
يا أدم أنت تريد من حــــــــواء أن تكون أمك وأنت لست أبًا،،، وتريدها أختك وأنت لست أخًا، وتريدها صديقة وأنت تُصادق غيرها؛ كما تريدها حبيبة وأنت تحب وتعشق عليها.... تريدها كل شيء وأنت لا تريد أن تكون شيء....
تطلب... وتريد... وترغب...وتحلم... وتحقق؛؛وتنسى ما تريده حواء منك...هل فكـــــــــرت فيما تحتاجه هي؛؛ تخجل من قول كلمة حب أو عشق أو شكـــــر؛؛ وتسارع وتلاحــق الكثيرات بها، لا تحتمل النقاش والجدال منها وتجلس بالساعات مبهور بالأخريات؛ تعتب عليها سقوطها لحظات في حزن ونزول دموعها وتطلق عليها لقب نكدية، في حين مواساتك ومسح دموع غيرها؛؛ ترى كل عيوب الدنيا تجمعت فيها وكأن الكمال مُيزت به أنت؛؛ عفوًا كيف تُكرم صديقاتها من دونها.
أخيــــــــــرًا... يا أدم كنت أب أو أخ أو زميل عمل أو من تكون ليس لك حــــــــق في استباحة حواء ومتناسي حقها الذي أعطاها الخالق إياه ووصت الأديان عليه، وكان رسولنا يتعامل به مــــع نسائه.... أدم حواء تحتاج الترويح، واحتوائها في حال مرضها وحزنها؛ وتفرح بكلمة شكــــرًا، والتمسك بها ومناداتها بأحلى الأسامي وأرق العبارات... كن لها لا تكن عليها، ولا تكن متجمد ومتحجر القلب والمشاعر، لا تؤذيها فهي الونيس والجليس، لا تلوح دائما بأنها من غيرك تمـــــــــوت ناكرًا أنها سبب حياتك.
الحــــــــب ليس قيد ولا تستخدمه سلاح ضدها، حواء الابنة أحبت الأب؛ وأحبت الأخ؛ وعشقت الزوج، وتفانت بالحب معك يا أدم الابن فلا تجعل من حبها قيد وسجن.