أحببت أن أنقل أول تجربة لي مــع التكنولوجيا من خلال تحميل كتاب والقراءة من خلال شاشة ولأول مرة بدون لمس الورق والتعايش مع الحروف والكلمات من خلال الغوص داخل الورق، واستنشاق رائحة الكتاب.وكان من قبل رأي أن القراءة الورقية التقليدية أفضل وكانت تناسبني وأشعر بارتياح وأنا من الناس التي تستشعر الألفة مع الكتاب الورقي، وعن نفسي تجد دائما في حقيبتي كتاب أقرأ فيه وقتما تتيح الفرصة لا تخلو حقيبتي من كتاب طبعا ليس أكثر من ذالك ويُستبدل بعد الانتهاء منه.
كثيرًا كنت أسمع من أصدقائي وأناس خاضوا تجربة القراءة الإلكترونية ولم أحاول إطلاقا، لقناعة داخلية.
وتجربتي جاءت مسببة كنت أريد قراءة ديوان شعر ( كوابيس مملة ) سمعت عنه كثيرا ولم يحالفني الحظ للحصول علي نسخة؛ ومن خلال متابعتي لمؤلف الديوان الذي شعر مدى رغبتي في قراءة الكتاب فأهدني لينك التحميل الإلكتروني وبالفعل حملت الديوان وفرحت بحصولي علي نسخة من الديوان.
ولم أخبره أنها المرة الأولي التي سوف أقرأ بتلك الوسيلة، وشعرت أنه آن الأوان لخلق ألفة جديدة مــع الطريقة الجديدة ونحت ذكريات كتلك الذكريات مـــــع الكتب الورقية، والآن يمكنني التمتع بتجربة جديدة وبدأت رحلتي داخل الديوان من أول قصيدة إلي آخر قصيدة من الديوان الشعري للكاتب والشاعر محمد خير الله بعنوان((( كوابيس مملة))).
هذا الإنسان الذي أدين له بالشكر علي تلك الرحلة الشيقة بين قصائده التي لمست مشاعري وفي بداية الرحلة اسمحوا لي أن أنقل لكم أول شيء شدني في الديوان الإهداء....كان أول ما حفزني لاستكمال الرحلة وإليكم نص الإهداء..
إلي زوجتي..
“بعض الأشياء أجمل عندما أراها بعينك،بلغتك، بصوتك، بقلبك، بل كل الأشياء جميلة عندما تمرريها إليًّ’’.
**أتذكر تلك الجملة جيدًا وقتما كتبتها لكِ، شكرًا لأنكِ كنتي سببًا في أن تمرري إليًّ الحياة مرة أخرى، بكل ما ملكتي، وكنتى سببًا في أن أنتظر الغد، لعل في الغد فرحة، وفي الفرحة دائمًا ما تكون هناك حياة، لكنك أعطيتني الحياة والفرحة معًا.** ((محمد خير الله)).
أنا فخورة بشجاعة هذا المؤلف الذي قام بتسطير تلك الحروف الذهبية لشريكة الحياة؛ أهداها الإبداع والنجاح. ومن وجهة نظري عبقري،وألمس فيه الود والحب المخلص...
ونستكمل معا الرحلة في الديوان الذي أطلق عليه صاحبه كوابيس مملة والحقيقة أنها ليست مملة بل هي شيقة وممتعة واستبدل الكاتب كلمة (أشعار بالعامية المصرية) إلى (أوجاع بالعامية المصرية)ونجد ونحن نحلق فوق القصائد أنها باقة من الزهور المتنوعة من حب ووجع وملل ومـن أكثر القصائد التي شعرت وكأنني صاحبة حروفها قصيدة( الأوضة) وإليكـــم جزء بسيط منها:
جـوه أربـع جـدران إتغطـوا بقـش الـرز
وعيـدان البـوص المتشبكـه بحبـال
مـوجـود...فى الأوضة
مـع كنبـة ملهـاش غيـر رجليـن والحيطـه المليـانـه شـروخ تسنـدهـا
مـرميـه عليهـا الشلتـه المتكبسـه بهـدوم مبقتـش مقـاسـي
وشـويـة قصـاقيـص.. وأوراق مكتـوبـه عليهـم حبـة كلمـات
مرصـوصـه وعـاملـه قصيـده إتحشـرت هيـا كمـان وبقـت منسيـه
وسـريـر نـاقـص كـام لـوح سايـب تحـت المـرتبـه مسـافـات
بتـدلـدل منهـا وتكسـر ضهـر النـايـم فـوقهـا
ولحـاف بيشَـوك
عشـان خـارج من مصنـع مكتـوب ع الكيسـه بتـاعتـه
” صنـع لسـد الخـانـه وعـدم الحـاجـه لقولة – آهـ – م البـرد “.
وأيضا قال الشاعر محمد خير الله:من قصيدة ( كوابيس مملة)
مش كل ناسك في البلد..عابد
ولا كل صحبة تهون المشاوير
كل القلوب وشين.. وبتعاند حزنك لقلبك مش قلوب الغير..!
ومن أروع الزهرات في تلك الباقة من وجهة نظر قارئة
قصيدة ( أنا بكتــب شعـــــــر )وإليكم جــزء منها........
وكإني لأول مره بقول من قلبي.. أنا بكتب شعر
وكأنه أخر مره هاكمل فيها قصيدة والدنيا بتضْيق جدًا قدام عيني
وكأن الجنة ما بيني وبينها دقيقة
وعاميل فاصلة ما بيني وبين النار
وكأني اخترت نهايتي تكون علي ورقة والورقة بتتلوث حبـــر
والحبر بيكتب أخر حبة روح ساكنيني وأخر حبة صبر.
وأجد في الجمليتين السابقتين(وكأني اخترت نهايتي............) وكأنك يا شاعرنا تكتب عنا (عشاق الكتابة ) يكتبون لأخر نفس ولأخـر قطرة حبر ولا يمكن للعاشق هجر معشوقه (الورقة والقلم).
أعزائي القُراء...الديوان زاخر بالقصائد المُمتعة وكما وصفتها أنها باقة زهور متنوعة وزاهية وتفوح منها الرائحة الزكية.
استمتعت بقراءة الديوان... واستمتعت بالقراءة الإلكترونية وأنصح من مازال لم يخوض التجربة؛ خوض التجربة وابدأ بقراءة ديوان(كوابيس مملة)، ولـــن تنــدم.
جميلة كانت تجربتي ولم تكن مملة بل شجعتني علي القراءة مرات ومرات