ads
السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
تحيا مصر تحيا مصر
رئيس مجلس الإدارة
سامح جابر
ads

ذهبــــــــت لجدتي اليوم في الصباح الباكر لزيارتها والاطمئنان على صحتها... دقيت علي الباب فتحت ديدة الباب صبحت عليها وبوست إيديها، ودخلنا وحضرنا فنجان القهوة وجلسنا معا ندردش ونشرب قهوتنا.
ودار بينا هذا الكلام... وبدأت ديدة في الكلام وهي غضبانة قوى...قوى. سمعت أمبارح في الراديو وأنتِ عارفة عشقي للراديو عن السيرك تلفزيون _(التلفزيون)_ هكذا ديدة تطلق عليه. طيب كويس غضبانة ليه كده قوى يا ديدة، جيالك في الحديث أهو؛ سمعت المذيعة بتقول للبنات المقبلات علي الجواز خليكِ من أولها قوية ومفترية وعودي حماتك على طبعك وإن كان عجبها والسخيف كمية الاتصالات من بنات متزوجات حديثا؛ وتحكي خبرتها مع حماتها ولما سألتهم المذيعة: عن مدة زواجهم؛ كم مر على زواجك اللي قالت: شهرين وأطولهم مدة سنة. أتساءل يا حفيدتي...
أين المسئولين وكيف لهم تقديم هذه المهازل والسخافات؟؟؟
بالأمـس كان يهل علينا المذيع بوقار ويمتلك جواهر من مواضيع ممتعة ويحترم مستمعيه. ما أسمعه اليوم مستفز وعدم احترام للمستمع مــــــــــع استخفاف وشويت استظراف وكمية من الجهل. كرهوني في الراديو؛؛
وهنا ديدة أخذت فاصل طويل من الصمــــــــــت وتصاحبه تنهيدة قطعـــــــت قلبي وسرحت جامد وعيونها أغرقتها الدموع الحبيسة.
وقاطعت خلوتها مع ذكرياتها... يا ديدة خلال السنوات القليلة الماضية في مجتمعنا طرأت ظواهر غريبة وحديثة تعلمتها البنات وأصبحت كل بنت مُقبلة على الزواج تقولها وتوعي بها صديقاتها..ويتداولون بينهم شعارات وقوانين ينصحون بعضهم على إتباعها في حياتها الجديدة.
تذهب الزوجة الجديدة إلى بيت الزوجية وهي رافعة شعارات منها المساواة بين المرأة والرجل، حقي وحقك؛ أمك وأمي؛ مُطالبة الاستقلال بمعني لا تدخل في حياتنا من أهلك.
كما شهدت الساحة في الآونة الأخيــــــــــــرة نغمة غريبة على طبيعة البيوت المصرية قديما وظاهرة لم نتربى نحن الأمهات عليها ولم نراها ولم نتعامل بها_نغمة حماتك_ هي ليست أمك وأنتي في معركة معها وحتمًا وضروري أن تكسبي المعركة وتستحوذي علي ابنها.
طبعا ديدة لم يعجبها كلامي... وقالت: وهي عصبية وأنتي يا حفيدتي مبسوطة بالكلام ده وبتربي بنتك علي كده؛ فين اللي تربينا عليه زمان وربيت أمك عليه( جواهر الرباط المقدس).....( أم زوجك أمـــــــــك) كوني يا بنتي السند لأمك الثانية... راعي الله فيها... اليوم أنتي زوجة ابن وغدًا أم زوج... كوني اليد الحنون والوجه الباسم؛ وكونــي العون علي بر زوجك لأمــه أرد: ياديدة الزمن تغير. ديدة اسكتي مين اللي أتغير؛ القيم والاحترام والتربية قابلة لكل زمان. نفوسكم أتغيرت وعقولكم تدهورت؛ وتأخرتم كثيــــــــــــرا؛ وتلوثتم بأفكار دمــرت أواصل الأسـر وخلقت تنافــر بين أفراد الأسرة في البيت الواحد. يا حفيدتي.... إن الزواج ليس ارتباطًا بين الزوجين فحسب، وإنما هو التقاء ثقافة بثقافة وارتباط بين عائلتين؛وعند زواجك من شريك حياتك فأنتِ لا ترتبطين به هو فقط بل بعائلته بأكملها؛ وسيصبحون جزء من عالمك؛ ولوجودهم تأثير في حياتك، وخصوصا حماتك التي لابد من احترامها واحتوائها وتقبلها؛ ولا تنصبي العداء بينكم من البداية وعدم ذكرها بسوء؛ ولا تعامليها معاملة الندية، ومعاملة فظة،وعدائية، فالإسلام يأمرنا أن نحسن معاملة الكبير.
واعلمـــــي يا حفيدتي... من محاسن أخلاق الزوجة وطيب عشرتها لزوجها إحسانها إلى أهله وتجاوزها عن زلاتهم، وإعانته على بر والديه وصلة رحمه.
هو أين الزوجـــــــة التي تدعو لزوجها وسيرته علي لسانها شهــــــد وليس شكوى وهو.... وهو.... وهو....؟؟ أصبحتم يا زوجات ويا أزواج متفككين وأنتم تحـــت سقف بيت واحـــــد؛ ولا تحترمون رباطكم المقدس، ولا ترعون أولادكم رعاية صحيحة، ولا تحترمون العشرة بينكــــــم؛ لا مكـان لاحتـــــرام الكبيـــر والعمل بمشورته بينكـــم؛ ولا تعرفون الحـــــــــــب الحقيقي.
حياتكم مسخ وبلا روح ولا فن راقي ولا نصائح ولا تقدم، وبكل أسف خالية من قيم وأخلاق وحـــــــــب وانتماء.



تم نسخ الرابط