ads
السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
تحيا مصر تحيا مصر
رئيس مجلس الإدارة
سامح جابر
ads

فنجــان اليوم جديد وغريب؛ لكن طعمه جميــــل ولذيذ ولذته لسببين الأول: لتناوله مـع ديدة؛ والثانــــي: فنجان فرح،وليالي مِلاح؛وكوبيات شربات. وتعالوا نشرب فنجان قهوتنا مــــــــع ديدة..
صباح الخيــــر.. يا ديدة أنا جهزت القهوة؛ أكيد عندك صداع من هيصة وزحمة الفرح. (ديدة): لا خالص أنا كنت مبسوطة وفرحانة وأنا في وسطيكم ومعكم وكنت سعيدة وأنا شيفاكم سعداء؛ وسعادتي لا توصف للمتنا وقرار حفيدتي الجميــل. تعالي وهاتي القهوة وندردش فيما حدث ونسترجع الأحداث ونتذوق طعم الفرحة من تاني، وضحكت ديدة ضحكة جميلة ومن القلب. وقلت لها: الله علي ضحكتك يا أحلى ديدة ورفعت كفي للسماء ودعوت ربي لا يحرمني ولا يحرمنا منها ومن البركة والخبرة.
الله يا ديدة... صورة الفرح الجماعية صـــــــورة مُعــبرة ولمتنا كلنا جميلة قوي ينبعث منها الدفء والمودة؛ وجو الألفة. شايفة الفرحة طالة من قلوبنا وظاهرة علي عيونا.. فكرتها حلوة قوي، وجمعت كل الأجيال.
عارفة يا ديدة البنت (فرح) كان عندها حـــق في إصرارها علي عمل الفرح في حديقة الفيلا هنا... البيت الأصيل والعتيق.
تصدقي الفرح كان بسيط في الظاهر ولكن العائلة بفرحتهم وحبهم وتكاتفهم ووقوفهم وراء قرار العروسة أن الفرح يقام هنا أخرجوا الفرح وكأنه فرح بنجوم كثيرة، وبالفرحة أتجمعنا؛ وكل فرد من العائلة من أصغر فرد إلي أكبر شخص أتوحدوا وساعدوا في التجهيز كل حسب تخصصه ومعرفته ومعارفه وبدون ما يُطلب منه. ببساطة فرح (فرح) كان فكــــرة يا ليت كل الشباب والأجيال يُقلدونها ويُوفروا التكاليف الباهظة للقاعات وكل حسب المكــان. والأهم من ذلك وقفة الأهـل والأقارب بما يستطيعون... ذكرني هذا الفرح بأفراح زمان عندما كانوا الجيران يد واحدة ويجهزون السطح.. وجارة تبل الشربات ويتجمعوا لعمل كعك وبسكويت العروس وزغاريد طوال الأسبــــــوع؛ والكل رجال ونساء حتى الأطفال في مساعدة مستمرة وتعاون مستمــر. في إقامة الصوان ومد السفر بالطعام المحضر في المنزل. ولكن أصبح حفل الزواج تفاخرًا بالمظاهر والشكليات وأكثر كلفةً عمّا كان عليه في الماضي من بساطة وعفوية وتواضع وعدم مبالغة. وأصبح بينَ أفراح الحاضر والماضي فرق شاسع ماديًا ومعنويًا.
مع العلم... ليس الإمكانيات وراء طلب ابنتنا(فرح) إطلاقا والد العريس، وأيضا والد العروس لديهم القدرة المادية ولكـــن رغبة العروس واتفاقها مــع العريس وأخذ رأي الأهل وعرض رغبتها علي...وشغفها في أن يكون الحفل بالحديقة.
قرر الجميـع خوض التجربة والحمد الله نجحت وفرحنا وبالحب والفرحة أتجمعنا.
وقبل حفل الزفاف جاءت فـرح وخطيبها ووالده ووالدها، وطلبت أن تقيم عُرسها في الحديقة هنا..قلت لها: هنا يا فــرح في المكان العتيق وأنتي بنت الجيل الحديث، والتطور، المظاهر.
تحدثت فـرح وقالت: ممكن تسمعي كلامي ووجهة نظري للأخر وبعدين أسمع رأيك.
الحكاية ليست إمكانيات مادية ولا جيل ولا تطور ومظاهر الحكاية أعمق بالنسبة لي كبنت تربيت هنا وزرعت بذرة شجرتي اللي طرحت وتفرعت بفضل رعايتك معي لها، هذا البيت كان شاهد علي أول صرخة_ميلادي_ في حجرتك أريده الشاهد علي زغرودة بداية حياتي الزوجية كما كانت جدرانه شاهدة علي زغاريد نجاحي الدراسي.
ومن هنا ارتديت طرحتي الأولى وأريد أن تضعي طرحتي البيضاء بيديك فوق رأسي، وتضعين قُبلة علي جبيني وتوصيني بالوصايا التي لطالما سمعتك توصينا بها كل من تزوجت قبلي.. وأرتدي فستاني بغرفتك التي تفوح عطور الود والألفة والرحمة والمودة منها. تلك الغرفة التي منها سمعت القصص الحقيقية لبناء وتعمير بيت أسري صالح...
أحببت أن يكون الفرح بالمكان الذي شهد أول نطة وأول هرولة، ونجلس أنا وشريكي وسط زهوري التي زرعتها ورعايتها بالتعب والاهتمام لتذكرني أن الزواج زهرة تحتاج رعاية وأيضا هذه الحديقة التي دفنت بها أول عصفور كنت أربيه ومات بسبب إهمالي وتقصيري لأظل متذكرة أن الزواج يفشل ويمـوت لو قصرت وتهاونت وأهملت... هنا دروسي الأول في حياتي أحببت أن تكون أمامي في حياتي الجديدة؛ وأيضا ذكرياتي مــع عائلتي بالكامل أحببت أن يشاركوني جميعا التجهيزات ونرسم ذكرياتنا سويا قائلة لهم عمليًا لن أنفصل عنكم، وأحببت أن نكون جميعا علي طبيعتنا؛ نفرح ونضحك ونرقص ونغنى معا كما تعودنا في كل مناسباتنا والأعياد.. أشعر بأنفاسكم ترقيني وأسمع أصوات دعواتكم تحفظني؛هذا كل ما لدي عن فكرتي.
ردت ديدة طبعا... أنا سعيدة جدًا برغبتك، ولكن هناك أطراف يجب أن نحترم رغبتهم واتخاذ رأيهم واحترامه ضروري وحتمي، وهذه الأطراف يجوز لديهم وجهة نظر خاصة. وهنا رد العريس لا...لا كلنا سعداء ومرحبين بتلك الفكرة لأننا أحببنا لمتكم الحلوة وإصراركم علي التجميع في كل وقت ومناسبة. واستكمل والد العريس كلام ابنه قائلا: صدقيني يا ديدة فكرة ابنتكم فـرح ورغبتها ثبت لي أنها من بيت أصيل وهي بنت أصل وأنها ستكمل مسيرة الأجداد في البناء والتشييد ربنا يبارك لهم وعليهم؛ ونحن مرحبين وموافقين بعد إذنك طبعًا.
قالت ديدة: دائما تأتي الأفراح لتدخل البهجة والسعادة لقلوبنا، ولتعلن بدايةً جديدة، انثروا الورود؛ والبخور وأغلى العطور وافرشوا في دربها أحلى الزهور وعالوا الزغاريد؛ والطبول.

هذا اليوم سيكون يوما مختلف؛ تفرحين فيه معنا ومع من اخترت بطريقة مختلفة
فبارك الله لكما.. وبارك عليكما.. وجمع بينكما في خير.



تم نسخ الرابط