الدكتور "حسام شاكر" يكتب: أدب الاختلاف فى الخلاف

آفة هذا العصر أن أهله لايتحملون سماع الرأي الآخر وبمجرد أن يتحدث أي شخص فإنه يصنف إما سيساويا أوسلفيا أواخوانيا أوعلمانيا أوليبراليا ولوعدنا للتاريخ العباسي لوجدنا فيه أزهى العصور الأدبية في الإختلاف، فقد كان ابن الراوندي يقول مايقول في الإلحاد فيردون عليه في عقلانية وحضارة( وكلامي هذا ليس من باب الدعوة للإلحاد)، وكانت مجالس العلم والأدب في بغداد والبصرة خير دليل على أدب الاختلاف، فكان الخليل بن أحمد صاحب النحو (سني )، يجتمع بالحميري ( شيعي) وصالح بن عبدالقدوس ( زنديق ) وبشار بن برد ( مسيحي ) وابن رأس الجالوت ( يهودي ) يقول عنهم خلف بن المثنى: كانوا يتناشدون الأشعار، ويتناقلون الأخبار في جو من المودة والألفة، لايخطر على بال الرائي هذه الاختلافات في عقائدهم ومذاهبهم، والسبب في ذلك أنها كانت مجتمعات إنسانية فمتى نعود إلى تعاليم الإسلام ليسود الأدب في الإختلاف