من منا لا يحب أن يتلقى هدية في مناسبة ما...إن الهدايا تُقدم كوسيلة أو رمزًا للتعبير عن الحب والمشاعر الإنسانية الصادقة التي نُكنها لأقرب الناس لقلوبنا ولديهم مكانة عظيمة.
ولابد أن تكون الهدية بسيطة وليست مبالغ في ثمنها..والهدايا قيمتها الحقيقية في الاختيار المناسب وطريقة التقديم.
فنجان قهوتنا اليوم يُناقش قضية ة ظهرت في بيوتنا المصرية في الآونة الأخيرة، وبكل أسف أصبحت واقع نعيشه وأيضًا أصبحنا نفقد متعة تلقي وإعطاء الهدايا.
ذهبت إلى ديدة ومعي أولادي لأحكي لها ما دار بيني وأولادي( وجدي وجدان ). وصلنا وجلسنا نُعد فنجان قهوتنا ونتسامر سويا وبدأت أنا الحديث كان بالأمس يا ديدة نقاش حامي الوطيس مع وجدي؛ ووجدان. تلقوا دعوة لحضور حفل عيد ميلاد صديقتهما وأخوها التوأم.وسألت أنا وجدان؛ وجدي: هل اشتروا هدايا أصدقائهم؟أجابت: وجدان طبعا يا مامي ودخلت الغرفة لتُحضر الهدايا لكي أراها.ولكن وجدي اخبرني انه لم يشتري بعد ولن يشتري..قلت: أليس معك مال؟ قال: لا.. معي ولكن فكرة تبادل الهدايا وشراء الهدايا فكرة قديمة وأصبحنا نكتفي بالحضور ودفع
(Minimum Charge)_رسوم دخول المكان_استغربت فبدأ وجدي يشرح لي معنى الكلمة يعني; حد ادنى للطلبات يعنى اقل حاجة تدفعيها مثلا 50 او 100 جنيه حسب المكان حتى لو طلباتك اقل من السعر ده بس ده بيكون مُعلن عند باب المكان او على المنيو يا أمي أعياد الميلاد اليوم تختلف عن أيامك.نحن أصبحنا نحتفل مع أصدقائنا وبعيدا عن العائلة وفي مكان مثل كافي او أي مكان بعيدا عن البيوت وجو الاسرة والخنقة والجو القديم والزحمة...اندهشت لكلام وجدي واستعجبت لحال هذا الجيل المتمرد علي أيامنا والمُغير لكل جميل محاولين التخلص من كل مظهر من مظاهر إحتفالات زمان؛و الثائر علينا وعلى أيامنا.جاءت وجدان...بالهدايا اندهشت أكثر...وجلسنا نتحدث سويًا ونتناقش في هذا الأمر.أحب في البداية يا أولادي أن أوضح إليكم.... إن للهدية مدلول رائع يظل راسخ في أذهان وقلوب من نُقدم إليهم الهدايا، وخصوصًا إذا كانت الهدية في الوقت المناسب، والمكان المناسب؛؛وأيضًا تكون الهدية مناسبة للشخص المُقدمة إليه.وتُعتَبر لمسة جميلة،وتعبر عن المحبة، والتقدير أو الامتنان والشكر الجزيل. وتظهر دفء المشاعر، ورقة الإحساس؛ويجب أن ننتهز المناسبات التي تمر علينا لتقديم الهدايا لمن نحب فهي رسالة رقيقة تحمل بين طياتها كثير من معاني المودة والألفة وتساعد على تعميق الروابط الاجتماعية بين الأهل والاصدقاء وزملاء العمل والدراسة. والهدية: هنا تقول بالنيابة عنا: أشكرك.. أُقدرك.... أحبك....أهتم بك...أنت في حياتي....وتفكيري..
وأنتي يا وجدان حين تختارين هدية لشخص معيّن مهما كانت الروابط التي تجمع بينكما (قرابة،صداقة،زواج، زمالة) عليك مراعاة سنّ، هوايات، وتطلّعات الشخص الذي ستقديمن اليه الهدية.
وأيضا التغليف الجيد للهدايا باستخدام الأشرطة الملونة والعلب الجميلة بأشكال مبتكرة يضيف قدرا من المتعةوالتشويق عند تلقيها وفتحها.
” هديتك ” تعبر عنك لكنها مهداة إلى شخص له ذوقه الخاص.وقمت وجئت بصندوق خاص كنت احتفظت بداخله بكل تلك البطاقات والأظرف وأوراق هدايا وتذاكر كثيرة كانت هدايا من عائلتي وأصدقائي وزملائي...وبدأت أقرأ لهم كلمات التهنئة في نجاحي وعيد ميلادي؛وزواجي ومنها عندما ولدت كانت احتفظت بهم أمي كنوع من الذكريات الجميلة وكلها بخط اليد وعبارات جميلة من الأهل تعبيرًا منهم عن فرحتهم بوصولي للحياة. ومر الوقت ولم نشعر بمروره من روعة وجمال تلك الكروت وصدق الكلمات المنقوشة بالحب والود..ولفت أنظار أولادي أن بعض الكروت هي مناظر ومعالم مصرية أصيلة مثل كارت صورة النيل والاهرامات ومساجد شهيرة...قلت لهم كان جدي حريص علي ارسال كروت مصرية تحمل ملامح الوطن حتى أتعرف علي وطني واتذوق الجمال والتزود بالمعرفة والتعرف علي أصول الوطن.
وسألتني وجدان وانتي يا مامي كنتي بتحضري أعياد ميلاد وكنتي تشتري هدايا؟ طبعا احضر أعياد زميلاتي وأصدقائي وانزل اشتري هدية مناسبة لهم بعد توجيهات ونقاش حول كيفية اختيار الهدية المناسبة مع أمي...ثم سألني وجدي؟؟ طب ما نوعية الهدايا المُقدمة؟ كانت عبارة عن مجموعة قصصية لأشهر الكُتاب أو أسطوانات موسيقية لأشهر العازفين وألبومات غنائية حديثة وقديمة لمغنيين محبوبين لنا.....استمعت لنا ديدة وسرحت ثم حكيت لنا قصة جميلة...
مع نسمات الفجر الندية وبلابل تشدو معلنة عن وصول صباح جميل.. دق جرس باب العمة شمس هي مدرسة هادئة وجميلة الروح فتحت الباب فلم تجد أحد بل وجدت هدية وعليها بطاقة فتحت الهدية وقرأت سطور البطاقة ومع كل كلمة كانت الدموع تتساقط من الفرحة وكانت تحتار من هو أو هي صاحب العبارات الجميلة والهدية. خرجت وذهبت للعمل وهي حائرة يا ترى من....؟ واستمر هذا الحال فترة وفي كل مناسبة يدق الباب وتفتح ولا تجد شخص وتجد هدية ومعها بطاقة
وتجد بطاقة مسطور فيها عبارات يلين لها القلب...ويزداد يوما وراء يوم رغبتها في معرفة صاحب تلك الهدايا...وتفتق لذهنها انه شخص قريب منها وجدا بل راح فكرها انه تلميذ أو تلميذة من تلامذة مدرستها. ففكرت أن تُقيم مسابقة لكل تلاميذ المدرسة وفي الاذاعة المدرسية في الطابور الصباحي أعلنت عن المسابقة وهي عبارة عن قصة أو شعر أو رواية أو موضوع تعبير عن الهدية..و الفائزين بالمراكز الأولى سيقام لهم احتفالية وتكريمهم...وقالت: أخر ميعاد لتقبل الأعمال بعد أسبوع من اليوم ولمن يحب الاشتراك فليتفضل قبل اغلاق باب تلقي الاعمال.
واشترك عدد كبير من التلاميذ وبعد تلقي كل الأعمال المشاركة في المسابقة بدأت استاذة شمس قراءة الأعمال ولفت نظرها قصة عن خجل شخص في التعبير عن مدى الحب والامتنان والتعبير عن الشكر ورد الجميل عن طريق فكرة إهداء الهدية لمن نحب ولنجعل منها وسيلة بالنيابة عنا في قول ما لا نستطيع قوله. وعرفت من هو صاحب الهدايا من الخط هو نفس خط المدون في البطاقات. واعلنت عن الأعمال الفائزة. ولم تخبر أحد ولا صاحب الهدايا أنها عرفت من هو...ولكن كانت تفرح بالهدية... وفي يوم الحفل ألقت كلمة وقالت: شكرا لمن نحبهم ويحبوننا علي ما يفعلون من أجل إسعادنا بكلمة أو هدية يخبروننا من خلالها أننا مُهمين لهم.. وقالت: للهدية سحر خاص وتترك في النفس علامة لا تزول...
يا أحفادي...أصبحتم لا تهتمون بالتعبير وتستسهلون..
في زماننا كان الظرف داخله كلمات خالدة ليومنا هذا.
وفي زمانكم أصبح الظرف مادي لا قيمة له سوى ما وضع فيه وصرف ولا يبقى سوى الظرف فقط فارغ من القيمة.
يا أحفادي...
(((تهادوا تحابوا))).
تركنا ديدة..جالسة وأمامها صندوق الذكريات الخاص بها الممتليء بالأظرف وأتمني...أن نعيد التفكير في حياتنا ونعيد جو تبادل الهدايا فلابد من اختيار
” هدية ” معمرة أو صالحة لفترة زمنية محددة، بحيث يمكن الاحتفاظ بها لمدة من الزمن،
أوجدوا المناسبة السعيدة وقدموا الهدايا لتفرحوا بها قلوب من تحبون في حياتكم الـ ” هدية" الـ ” هدية ” منذ ابتكارها كانت دليلا على وجود ذلك الحس المرهف والراقي في الإنسان منذ القدم، الذي احتاج للتعبير عن إحساسه بطريقة مثالية. فلا تتخلوا عن ال "هدية " والظرف فوق الهدية.