دبلوماسي: مساعٍ إماراتية لإنهاء الخلافات العربية قبل القمة المقبلة
أكد السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن هناك مساعي كبيرة من جانب الإمارات والبحرين وعمان، لتنقية الأجواء العربية - العربية قبل انعقاد القمة العربية الشهر المقبل، وأن يتم تبادل الآراء لمعالجة الخلافات العربية، لافتًا إلى أن لقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري مع ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يصب في هذا الإطار.
وقال "حسن"، في تصريح لـ"صدى البلد": "وزير خارجية روسيا أثناء مؤتمر صحفي في أبو ظبي، اقترح إعادة عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، حتى يكون للجامعة دور في حل الأزمة، وهذا الأمر يحتاج إلى ترتيب مع السعودية وقطر والإمارات، وقد يتم بحثه في القمة العربية الشهر المقبل".
وأضاف أن "هناك العديد من القضايا التي تنال اهتمام مصر والإمارات، على رأسها الأزمة السورية، فهناك أطراف خليجية تؤيد بعض فصائل المعارضة، التنسيق معهم ضروري لضمان وقف إطلاق النار الذي تم إقراره في مؤتمر أستانة، إلى جانب الأزمة الليبية أيضا، فهناك أطراف تساعد الجماعات المتطرفة (فجر ليبيا- الإخوان المسلمين) ويرفضون الاعتراف بالحكومة الانتقالية والبرلمان المنتخب، وهناك حالة احتقان عربية تجاه هذه المسألة، فمصر ترى ضرورة دعم الجيش الليبي، لإخراجها من كهف الحروب".
وتابع: "الأزمة اليمنية أيضا محط اهتمام مصر والإمارات، فدول مجلس التعاون الخليجي كلها ضالعة في الأزمة بتشكيل ما يسمى "تحالف دعم الشرعية في اليمن"، وتحولت الأزمة إلى حرب، ولابد من البحث عن مخرج لهذه الأزمة، إلى جانب القضية الفلسطينية".
وأوضح أن القضية الفلسطينية وما يهددها من مخاطر في ضوء ما أعلنه الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بخصوص أنه ينوي نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وهو مخالف للشرعية والأعراف الدولية وقرارات مجلس الأمن، وهي قضية تحتاج تعاونا عربيا للوقوف على آليات مواجهة هذا الإجراء، وتحذير أمريكا أن هذا سيكون عقبة أمام حل الأزمة، كما أنه سيؤدي إلى اضطراب المنطقة.
وقال إن مكافحة الإرهاب ركن من مهم من أركان التعاون المصري الإماراتي، فالإرهاب بدأ يهدد دول الخليج، وأصبح غير قاصر على دولة واحدة، لذا يجب التنسيق لمجابهته على جميع الأصعدة السياسية والفكرية والعسكرية والمادية.
وبخصوص إمكانية نجاح الإمارات في تقريب وجهات النظر بين مصر والسعودية في بعض القضايا الخلافية، أكد عضو المجلس المصري للشئون الخارجية أن نجاح الإمارات في هذه المهمة متوقف على تفهم الجانب السعودي لمواقف مصر تجاه هذه القضايا، وأن يكون لديها رغبة في تحقيق التوافق.
وأضاف: "بالنسبة لمصر فالاختلاف في بعض القضايا العربية لا يجب أن يفسد للود قضية، فبخصوص الأزمة السورية، التي تتجه حاليا نحو الحل ومن المتوقع أن تحل خلال عام، ترى مصر أن الخطورة مصدرها الجماعات المسلحة وليس بقاء بشار الأسد، على عكس السعودية التي ترى الأسد سبب ويلات السوريين، إلى جانب الحرب في اليمن، فإلى متى ستستمر؟ ولماذا؟ وأيضا ليبيا، فالرياض ترى أنه يجب مساعدة جميع الأطراف، بينما مصر ترى أن المساعدة يجب أن تكون قاصرة على الجيش الوطني فقط، ونحن نرجو أن يتفهم الجانب السعودي المواقف المصرية ليمكن تقريب وجهات النظر".