حين ينهض الصباح نتقاسم قهوتنا وتراودني وديدة الذكريات الجميلة وحدهم عُشاق فنجان ديدة يعرفون ويتذوقوا حلاوة قهوتها ويجدون مع ديدة مشاعر قلت في عالمنا ويتحسسوا الود والدفء في كلامها.
ذهبت اليوم إلي ديدة لنتناول سويا الفنجان اللذيذ من يديها ومعي ملف مكتظ بالأوراق مخطوطة بيد طلاب وطالبات وأيضًا معلمات الجميع شارك في الفكرة؛جلست وبدأت أحكي إلي ديدة عن فكرتي وما فعلت بالأمس..يا ديدةطلبت بالأمس من طلاب وطالبات فصولِ كتابةرسائل موجهة إلى الجدة أو الجد وفي تفاعل جميل وحماس رائع كتبوا كل الطلاب وأيضا المعلمات رسائل موجهة إلى أجدادهم وجداتهم؛
ولم أتخيل نجاح الفكرة والتفاعل معها بتلك القوةضحكت ديدة وقالت: أحسنتي يا حفيدتي غرس حب الأجداد من الصغر صنع جميل وواجب حتمي ولازم ان نعود الأحفاد على رعاية والاهتمام بالأجداد وأيضا الجدود لا ينفروا بقسوتهم الأحفاد ويوفرو لهم جو الدفء والود حتى يقبلوا الأحفاد علي زيارتهم؛وطلبت مني ديدة أن أفتح صندوق قديم وبعد فتحه وجدته ملىء بالرسائل وكانت بخط يدي ومر عليها أربعين عاما وطلبت مني قراءة....أخر رسالة وأول رسالة..و إليكم سطور أول رسالة:إلي ديدة الحلوة:
تعيش جدتي وجدي في منزل قريب منا، ونروح احنا كلنا عندها يوم الجمعة، يوم جميل وسعيد لنا جميعا، عشان كلنا نشوف بعض عندك يا ديدة بنعرف بعض ونلعب مع بعض ونضحك ونضرب بعض
وتعمليلنا حلويات وكل الاكل اللي بنحبه قوي وتجلسي معنا وتحكي حواديت كلها حلوة، وتوزعي علينا أحضان وقبلات باحبك يا ديدة وباحب يوم الجمعة.....
وإليكم سطور الرسالة الأخيرة
(رسالة إلى جدتي)
جدتي الحبيبة اليوم هو عيد ميلادك وكما تعودت من صغري أكتب لكي رسالة في هذا اليوم...كانت أول رسالة وعمري 7 سنوات كنت أحبو في عالم الكتابة وأمسكت بالقلم والورقة وبدأت أكتب أول حروفي،،و عهدت الله ان كل عيد ميلاد أكتب لك رسالة إلي أن ينتهي عمري.. حتى لو كنتي في الجنة.
جدتي الحبيبة:كنت لي المُعلم والموجه والحضن الحصين.وصوتك أنغام هادئة
في يديكِ الطمأنينة كنت شغوفة جدًا بسماع قصصك، كنتي تغلفيها بشيء من الفكاهة وتقليد الأصوات عرفت منكي وأنتي البسيطة أين تكمن السعادة؟؟؟
وكيف أكون سعيدة؟؟؟؟
نصحتيني أن أمتلك البساطة وعدم التطلع.. والرضا والسعي.
أقل شيْ كان يدخل السعادة إلى قلبك ويشعركي بالاكتفاء فلم تحتاجي الكثير دائما محتفظة بالتفاؤل داخلك صادقة وواضحة وضوح الشمس.. خالية من التعقيدات تسيري في طريق الحق لا بديل عنه.
أنتي يا جدتي في منزلنا مثل السراج نستضيء به وإذا سافرت أو مرضت تصبح الحياة مملة في منزلنا ولا طعم لها..كنتي القدو