أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال تصريحاته في تفتيش حرب الفرقة السادسة المدرعة بالجيش الثاني الميداني، أن الدولة المصرية ليس لديها أجندة خفية لأحد.
يأتي تصريح الرئيس السيسي في وقت يشهد المحيط الإقليمي لنا إحتقان غير مسبوق، فـ الحرب دائرة بين الكيان المحتل وقطاع غزة منذ عام من ناحية ، و بين الكيان ولبنان من ناحية أخري ، وسط توقعات بـ إستمرار التصعيد خلال الفترة المقبلة.
وبالرغم من ذلك ، تحافظ مصر على ضبط النفس ،وتسعى للوصول إلى وقف إطلاق النار ، وحقن دماء الشعب الفلسطيني، وبالتزامن مع ذلك تعمل على تقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية، للوصول إلى إتفاق موحد حول الحكم والإدارة في غزة ، وذلك بجانب العمل على قدم وساق لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع ، وحس المجتمع الدولي للضغط على الكيان من أجل ذلك الأمر.
كما أن الدولة المصرية لم تقف عن حس القوى الدولية للضغط على الكيان، من أجل إنهاء الحرب في لبنان، وإيقاف الهجمات الجنونية من إسرائيل على لبنان، كما سارعت الدولة المصرية لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة إلى الشعب اللبناني الشقيق.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل عندما ننظر إلى الأوضاع في السودان الشقيق، نرى أن الدولة المصرية لم تستغل الإقتتال الدائر بين الجيش السوداني ، ومليشيات الدعم السريع، من أجل السلطة، بل ألتزمت مصر بـ عدم التدخل في الشئون الداخلية للدولة السودانية،و إكتفت بـ الحس على إعلاء مصلحة السودان وشعبها في هذا الصراع ، و عملت على إستقبال ملايين السودانيين الفارين من ويلات الحرب في أنحاء السودان، كما عملت على الإسراع في تقديم المساعدات الإنسانية إلى السودان في هذه المحنة.
وعند النظر إلى ليبيا الدولة الجارة و الشقيقة، التي يجري الصراع بها منذ سنوات حول السلطة بين أطراف متفرقة، فإن مصر لم تستغل هذه الظروف لتحقيق مصالح أو الإستفادة من هذه الأوضاع، بل عملت بـ كل جهد على تصحيح هذه الأوضاع، وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة في ليبيا، وتوحيد الصف خلف راية الدولة الليبية فقط، وبالرغم من عدم تحقيق هذا الأمر على الأرض حتى الآن، لكن مصر لم تدير ظهرها لـ ليبيا و شعبها، وبدأت في خطي العمل على إعادة إعمار ليبيا مع السلطات الليبية، وذلك أملاً في دفع عجلة التنمية والإستقرار في ليبيا، و إنهاء حالة الصراع الدائر على السلطة.
وعندما تتجه أنظارنا نحو محيطنا الإقليمي الأوسع، نجد أن الدولة المصرية تحافظ على تقاليدها السياسية والدبلوماسية، و يظهر ذلك جلياً في أزمة الصومال، والنوايا الإنفصالية التي تدور في إقليم صومال لاند التي تدعمه إثيوبيا من أجل مكاسبها من هذا الإنفصال، من خلال الظفر بـ ميناء على البحر الأحمر ، يخرجها من أزمة أنها دولة حبيسة.
إلا أن مصر، كانت أول المناصرين عندما استغاثة الصومال، بـ جيرانها في القارة الأفريقية، و أشقائها العرب، وقررت إرسال قوات عسكرية و تفعيل اتفاقية دفاع مشترك بين القاهرة ومقديشو، بعدما طالبت الصومال بـ هذه الخطوة، من أجل الحفاظ على وحدة أراضيها.
لعل هذه الأمثلة توضح وبقوة ، الأسس التي تتبعها مصر في محيطها الإقليمي والدولي ، حيث تتبع سياسة شريفة في زمن عز فيه الشرف.