ما مدى خطورة الكساد الكبير: تكمن خطورته فى عجز الدول عن انقاذ اقتصادياتها من الانزلاق فى دوامة الانهيار فلا تعلم اين هو سبيل الخروج منها او سبيل النجاه من تبعاتها ولا تعلم ايضا ما هو السبب الذى أودى بها الى هذا الحال .
تتجه انظار الشعوب نحو حكوماتها مشيرة بأصابع الاتهام اما تحملها مسئولية تدهور أوضاعها او تتهمها بتقصيرها فى اتخاذ القرارات الاصلاحية - فالأمور كانت تسير على ما يرام قبل أن تتفاجىء بتدهور الأمور .
مرحلة الكساد الكبير هى مرحلة تخرج فيها الأمور عن السيطرة وهذا يكون بالنسبة للدول المتقدمة او الدول النامية على حد سواء فهى خارجة عن عن مجال التأثير للإجراءات المتخذة من قبل الحكومات .
طبعا فى مرحلة سابقه يمكننا القول ان للاجراءات الحكومية اثرا ( مرحلة الركود ) ولكن بعدما تفاقم وتضاعف الديون العالمية على مجموع الدخول القوميه – بالمنطق الظروف اتغيرت.
طيب ايه السبب ؟
السبب أن النظام الرأسمالي العالمى يقوم بهدم نفسه كل ١٠٠ عام نظرا لتضاعف قيم الديون البينية بين الدول دون خلق النواتج القوميه الضامنه لها علاوة على طباعة العملات المحلية دون غطاء
وهل ده عيب فى الفلسفة الراسمالية ؟
ايوه ده عيب تاريخى منذ نشأة هذا النظام فى القرن الرابع عشر فلقد اعتمد فى تصميم بنيته الاساسية على اتاحة الاستثمار بالمنافسه للقطاع الخاص (كوحدات انتاجية) على ان يتم توظيف الافراد لديهم بالتبعيه ولم يهتم بالافراد كوحده انتاجية اساسية بتكامل عناصر الانتاج والتى يمثلها كل فرد منا
هذا طبعا منع وصول الدخل للفرد - الراغب والقادر على الانتاجية - ليعيش منه الا اذا انتمى للكيان وان لم يجد كيان فان الفرد مصيره الجوع لانه أصبح بلا دخل وبالتالى دفعه النظام ليكون عاله على مجتمعه وتفشت بالتالى البطاله بلا حلول.
طيب من الذى يتحمل تبعات ذلك ؟
يتحمل مسئوليته مجتمعه بضريبه تستقطع من دخل العاملين فيه وتذهب للعاطلين عن العمل لضمان ادنى درجات المعيشه حتى تصبح المجتمعات بدخل ضئيل لا يكفى لأى منهم ( العامل والعاطل ) فتكون تحت السيطرة لمن هم وراء ذلك النظام.
والنتيجة : يدفع هذا النظام ضحاياه من الشعوب الى قدرها المحتوم من الفقر والجوع والانزلاق فى دوامة الافلاس والانهيار المتتالي حتى لا ترى النور ( مثال : فيل على ظهره نمله تسرع فى اتجاه الشرق ولكن الفيل يسرع فى اتجاه الغرب لذا هذه النملة لن ترى نور الشمس ).
هل من سبيل للخروج من هذه الدوامه ؟
ايوه وهو التركيز على الخلية الاولية .. فاذا هيئنا الفرصه لعناصر الانتاج الاربعه ان يتواصلوا دون وسيط سيتكاملون تلقائيا وهذا لوجود المنفعه المشتركه بينهم وسيكون هذا الحل هو اول تجربة فى التاريخ لعلاج عيوب الفلسفة الراسمالية وستنتهى الأزمة الحاليه على خير وسيتحقق الرخاء على الخلق اجمعين ولن تتكرر هذه الأزمة على الاجيال القادمة باذن الله.
هذا العلاج نتائجه مؤكدة