مع إنظلاق أعمال المؤتمر السابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية..
نص كلمة الجنيبي نائـب رئيـس مجلـس الشورى بسلطة عُمان

جاء نص كلمة سعادة الشيخ طاهر بن مبخوت الجنيبي نائب رئيس مجلس الشورى بسلطنة عُمان رئيس الوفد المشارك في أعمال المؤتمر السابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية المنعقد تحت شعار "خطة التحرك البرلماني العربي لدعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه وإجهاض مُخططات تصفية القضية الفلسطينية" المنعقد بجمهورية مصر العربية كالتالى:

الحمدُ لله ربِّ العالمينْ، والصلاةُ والسلامُ على رسولهِ الأمينْ ، وعلى آَلهِ الطاهرين وأصحابه الغُر الميامينْ، ومن سارعلى نهجهم إلى يوم الدين .
معالي الأخ / محمد أحمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي.
معالي الأخ/ إبراهيم أبوغالي، رئيس الاتحاد البرلماني العربي ورئيس المجلس الشعبي الوطني للجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية.
معالي الأخ الأستاذ/ أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية.
سعادة المستشار الأخ/ كــامل محمد شعراوي ، الأمين العام للبرلمان العربي.
أصحـاب المعالـي والسعـادة رؤساء الوفود الُمشاركة ، السادة والسيدات الحضور.
السلامُ عليكُم ورحمة اللهِ وبركاتُه ...
يسرني في البداية أن أنقل لكم تحيات سعادة الشيخ رئيس مجلس الشورى في سلطنة عمان وأن أعبر عن اعتزازنا الكبير بدعوتكم الكريمة للمشاركة في أعمال المؤتمر السابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس و البرلمانات العربية في هذا البلد العزيز وحضن الأمة الدافئ جمهورية مصر العربية الشقيقة، وأن أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى معالي رئيس البرلمان العربي على حسن الاستقبال وحفاوة الترحيب، كما أجزل الشكر والتقدير للبرلمان العربي، على حسن التعاون والتنظيم لأعمال المؤتمر، والذي بلا أدنى شك يأتي في سبيل خدمة أمتنا العربية وتقوية صفوفها، وتماسك وحدتها، وإنه ليحدونا الأمل في أن يُحقق هذا المؤتمر ما تتطلع إليه أمتنا العربية من تكاتف في الجهود، وتضامن شامل في كافة الجوانب و الأصعدة، خدمةً للمصالح العُليّا لشعوب دولنا، ولا يَفوتَني في هذا المقام أن أُثمِنَ الدور الذي يقوم به البرلمان العربي وكل ما قدمه على مدارِ الأعوام السابقة لخدمةِ القضيةِ الفلسطينيةِ من مُبادراتٍ مُقدرة وجهودٍ ملموسةٍ على الصعيدين الإقليمي والدولي.
أصحاب المعالي والسعادة الكِرام ،،
يأتي انعقادُ مُؤتمرنا السابع هذا في ظلِ ظروفٍ دقيقةٍ وبالغةِ التعقيد، فقد شهدت الساحةُ الدولية مؤخراً، تطورات وتحولات على الأصعدة الأمنية والسياسية والاقتصادية، وإننا إذ نُتابع جميعًا ما تتعرض له القضية الفلسطينية من تعقيداتٍ وتراجعاتٍ ، فالدرس الذي ينبغي لنا أن نستخلصه من هذه الوضعية القاسية التي عايشناها جميعًا، هو أن حبل نجاة الأمة في وحدتها ، ولا طريق أمامنا للوصول إلى هذه الغاية إلا بالترفع شأنًا عما يُفرق جمعنا، والتركيز على ما يزيد من روابط أُلفتنا وتجمعنا.
أصحاب المعالي والسعادة، الأخوة و الأخوات ...
مع تسارع الأحداث و تعاقبها، وبكل ما فينا من مشاعر الأخوّة والإنسانية، نُدرك أن ما تتعرض له القضية الفلسطينية من محاولات جادة لتصفيتها ، وتواصل العمليات الإسرائيلية الاستيطانية المُخرّبة لعملية السلام والهادفة إلى المزيد من التمدّد والسيطرة وسلب الأراضي، والتضييق على إخواننا الفلسطينيين، وارتكاب أبشع الجرائم، ومشاهد التدمير المؤلمة، والإرهاب والقمع، وما يعانيه إخواننا من حصار وتجويع وتهجير، وما تتعرض له القدس العربية الشريفة من عمليات التهويد لهوَ مشهد مؤلم يضاف إلى مشاهد الواقع العربي، الذي يفرض علينا المزيد من العمل والجهد والتعاون وبروح المسؤولية تضامنًا مع معاناة الشعب الفلسطيني، والمُساهمة بكل ما نستطيع لإجهاض هذه المخططات، ودعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه مستشعرين جميعنا بأننا لسنا في منأى من هذه المخططات الخبيثة.
إخواني أخواتي ..
إن ما تقوم به إسرائيل يُمثل تهديدًا مُستمرًا ومُتناميًا لأمن وسلامة العالم أجمع، وعلينا وعلى المجتمع الدولي الانتباه إلى أن السكوت على إصرار هذا الكيان الغاشم بالاعتداء والتعدّي والتهجير ، وعدم التفاته إلى مراعاة أية حرمة قانونية، أو أخلاقية، أو إنسانية ينذر بنتائج خطيرة وجب علينا الوقوف صفًا واحدًا في وجهها والانتباه من عاقبة ما يبتغيه ويخطط له هذا الكيان المجرم.
أصحاب المعالي والسعادة ، الحضور الكرام ،،
إن دعم القضية الفلسطينية والاعتراف بحق إخواننا الفلسطينيين بدولة مُستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف، والدعم التام لحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره و إنهاء احتلال أرضه، تُمثل محور الحلول السلمية ، فلا سلام ولا أمن و لا استقرار لأمتنا العربية إلا بتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة التي كفلها القانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وقرارات مجلس الأمن والأعراف والمواثيق الدولية، وندرك جميعاً بأن تهجير الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم قسراً وإجباراً لم ولن يكن يوماً خيارا للسلام وإنما تقويضا ًوهدماً لجميع الجهود الدولية المفضية إلى الأمن والاستقرار والسلام، وحيث إن البرلمان العربي قد قامت أركانه على تحقيق تطلعات الشعوب العربية في العيش بحرية وأمان والدفاع عن مقدساتها فإننا نجد أنفسنا في لحظة تاريخية تستدعي منّا موقفًا واضحًا وصريحًا لا يقتصر فقط على تعزيز الحوار بين البرلمانات، بل والتصدي لكل أشكال العدوان والظلم في جميع المحافل والمنظمات الإقليمية والدولية التي أفقدها سكوتها وتغافلها عن هذه الجرائم لمصداقيتها أمام الشعوب.
أيها الأخوة والأخوات،،،
من هذا المنبر أدعو جميع الأعضاء إلى توحيد الجهود واتخاذ كل ما يمكن من الإجراءات لوقف التهجير والانتهاكات المستمرّة بحق إخواننا الفلسطينيين وإلى الوقوف صفاً واحد في وجه كل المحاولات الساعية إلى تنفيذ هذا المخطط الخبيث.
وختامًا نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لما فيه خير ومصلحة أمتنا العربية ، والله سبحانه وتعالى نسأل أن يــُسدد خـُطانا على طريق الإخاء والتعاون، ويشمل جهودنا بكامل عنايته، ويمدنا بكل العون والتوفيق، إنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،