ندى بسيوني وشكسبير المسرح العربي المعاصر

ندى محمد مصطفى بسيوني، ممثلة مصرية من مواليد الأسكندرية، بدأت العمل الفني مبكرًا جدًا بسبب تميز ملامحها وخفتها، حيث أنها شاركت في أحد الإعلانات الشهيرة فور إتمامها دراسة المرحلة الثانوية، ثم سافرت إلى " النمسا " لتلتحق بدبلومة Culture لتدرس بها التمثيل والإخراج والفنون التشكيلية بالجامعة النمساوية والتي درست فيها باللغة الألمانية لمدة عام، وبعدها رجعت إلى مصر وتقدمت إلى إختبارات القبول للإلتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وأثناء الإختبارات شاهدها وأكتشفها المخرج الكبير عبد المنعم شكري ليقدمها كوجه جديد في فيلمه " الجوهرة " بدور ( إلهام المرعشلي ) وسط نجوم كبيرة في الفيلم ; مثل: عبد المنعم مدبولي، تحية كاريوكا مما يدل على تميزها منذ بدايتها، وأثناء دراستها بالمعهد شاركت الفنان صلاح السعدني في مسلسل غدًا تدق الأجراس، ثم تخرجت من المعهد بقسم التمثيل والإخراج دفعة 19891990 بتقدير إمتياز مع مرتبة الشرف، وعينت معيدة بالمعهد أثناء مدة الدراسات العليا التي ألتحقت بها، وفيها قامت بعمل حلقات بحث ودبلومة في الإخراج عام 1995م، وتمهيدي ماجيستير عام 1997م وموضوع الرسالة: شكسبير في المسرح العربي المعاصر، وقبل الدراسات العليا ألتحقت بدبلومة في التمثيل مع المخرج الفرنسي " بير دو بوش " في أسطنبول وحصلت على المركز الثاني، والمركز الأول حصلت عليه ممثلة مخضرمة كانت متجاوزة الخمسين عامًا، أما الفنانة ندى بسيوني كانت حينها في بدايات العشرينيات فكان هذا إنجازًا كبيرًا جدًا بشهادة الجميع، وتم عزف السلام الجمهوري المصري هناك أثناء تكريمها وكان ذلك في عام 1991م، وعام 1998م قدمت (دور الهانم سعاد) في مسلسل "هوانم جاردن سيتي" تأليف: منى نور الدين، وإخراج: أحمد صقر، وهو الدور الذي تعتبره أهم عمل قدمها للجمهور وهو البداية الحقيقية بعد الدراسة والتخرج ومن حينها تفرغت للتمثيل تمامًا، وها هي لازالت تبدع وتقدم الكثير والمزيد إلى جمهورها رغبة منها في إمتاعه بموهبتها.
ومن أهم أعمالها التلفزيونية: " غدًا تدق الأجراس "، " الهارب "، " هوانم جاردن سيتي "، " أوراق مصرية "، " البحار مندي "، " تاهت بعد العمر الطويل "، " الفجالة "، " أحلام البنات "، " نور الصباح "، " بنات في الثلاثين "، " قلب الدنيا "، " مسك الليل "، " كلمات "، " موال الحب والغضب "، " أريد رجلًا ".
ومن أهم أعمالها السينمائية: " الجوهرة "، " المزاج "، " أيام الشر "، " اللعبة القذرة "، " عطشانة "، " عش الغراب "، " إحنا أصحاب المطار "، " فتاة المافيا "، " الإختلاط ممنوع "، " البحث عن طريق آخر ".
وبالرغم من أن الفنانة " ندى بسيوني " واحدة من أهم أبناء المعهد العالي للفنون المسرحية إلا أنها غابت فترة عن المسرح ثم عادت بعد طول غياب للمسرح بقوة بأسلوب فريد ومتنوع ومختلف عن الآخرون وعمومًا في تلك الفترة غاب المسرح بوجه عام في فترة أتسم فيها المسرح بالكساد والركود ثم حدثت نهضة وعودة للمسرح مرة أخرى بشكل عام ومتطور، وهنا نجد الفنانة " ندى بسيوني " تتألق بأسلوبها الرائع المحبوب لدى الجمهور في مسرحية " ترالم لم " مع الفنان الكوميدي الكبير " سمير غانم "، ومسرحية " هو فيه رجالة "، ومسرحية " العيال تكسب " إذ تجسد شخصية ميس لولو الأخصائية الإجتماعية المنقولة حديثًا إلى المدرسة وتحل مشاكل الطلبة وتقف ضد الفساد فى المدرسة المتمثل فى الأساتذة والإدارة، حيث أن المسرحية تسلط الضوء على أهمية دور الإخصائية الإجتماعية فى المدارس للتواصل مع الأبناء لحل مشاكلهم، وظهرت النجمة " ندي بسيوني " بثوب جديد تمامًا خلال العرض الكوميدي الإستعراضي حيث قدمت بجانب الأداء التمثيلي في تلك المسرحية كذلك الرقص والغناء مما ظهرت بشكل جديد ومختلف وغير معتاد، ومسرحية " الباشا في الفلاشة " حيث تدور أحداث المسرحية فى إطار كوميدى إجتماعى حول المتغيرات التى يشهدها المجتمع فى الفترة الأخيرة مثل غلاء الأسعار وتأثير ذلك على الحياة الاجتماعية إلى جانب معوقات البيروقراطية وغيرها من القضايا التى يعانيها المجتمع، وكذلك يعد الهدف العام من المسرحية هو توعية الشباب المصري الراغبين في الهجرة إلى أمريكا باحثين عن الحرية والعدالة والديمقراطية ولكن يكتشفون أنها أكذوبة كبيرة ومجرد شعارات فقط وذلك في قالب كوميدي هادف، وفي تلك الفترة يستعد الكاتب والمخرج المسرحي العراقي الفنان " ميثم السعدي " لتقديم عمل مونودراما من تأليفه وإخراجه بعنوان (( معطف أوفيليا )) ويتحدث العمل عن مأساة المرأة العربية ومعاناتها، وذلك بالتعاون مع الفنانة المصرية المتألقة " ندى بسيوني " حيث من المعروف عن الفنان " ميثم السعدي " أنه يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية وقدم أعمالًا تخص الواقع السيء الذي تعيشه المرأة العراقية في سوريا والولايات المتحدة كما يحضر لإكمال رسالة الماجيستير عن سيكلوجية الطفل وعلاقة ذلك بمسرح الطفل.
حصلت الفنانة " ندى بسيوني " على كثير من التكريمات حيث كرمت خلال مشوارها الفني عدة مرات عن مجمل أعمالها التلفزيونية والسينمائية والمسرحية، وكذلك منحت الفنانة " ندى بسيوني " الدكتوراة الفخرية ولقب سفيرة النوايا الحسنة للسلام ومكافحة الإرهاب في 25 فبراير 2016م، وما زالت الفنانة " ندى بسيوني " في عطاء مستمر تقدم المزيد والكثير للجمهور المحب لأعمالها.